السودان يشهد تصاعداً في الأحداث الميدانية وسط مخاوف من تفاقم الصراع وتقسيم البلاد
تشهد الساحة السودانية تطورات ميدانية متسارعة، بعد إعلان قوات الدعم السريع سيطرتها على مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، والتي تُعد آخر معاقل الجيش السوداني في الإقليم. وتثير هذه الخطوة مخاوف من تفاقم الصراع الداخلي وتمهيد الطريق لتقسيم فعلي للسودان بين شرق وغرب البلاد.

وتأتي هذه التطورات في ظل أوضاع إنسانية متدهورة داخل مدينة الفاشر، التي تشهد منذ شهور اشتباكات عنيفة وأعمال عنف واسعة النطاق بين الجانبين، وسط تقارير عن وقوع انتهاكات بحق المدنيين. كما حذّرت منظمات حقوقية من تدهور الأوضاع الإنسانية واستمرار حصار المدينة ونقص الإمدادات الغذائية والطبية للسكان.
ويُعد إقليم دارفور من أكبر الأقاليم السودانية مساحةً وأكثرها ثراءً بالموارد الطبيعية، حيث يمتلك احتياطيات من الذهب والمعادن والنفط، ويُعتبر موقعه الاستراتيجي بالغ الأهمية لامتداده على حدود ليبيا وتشاد وإفريقيا الوسطى وجنوب السودان، واقترابه من الحدود المصرية.
ويأتي الصراع الراهن امتداداً لخلافات بين الجيش السوداني بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، حول عملية دمج قوات الدعم السريع في الجيش الوطني، وهي الخلافات التي تصاعدت منذ منتصف عام 2023 لتتحول إلى نزاع مسلح واسع النطاق.
وتتهم الحكومة السودانية جهات خارجية بدعم قوات الدعم السريع، فيما تنفي الأخيرة هذه الاتهامات وتؤكد أن تحركاتها تهدف إلى “تصحيح مسار الدولة”. وتتابع الأطراف الإقليمية والدولية التطورات الجارية بقلق بالغ، وسط تحذيرات من تداعيات إنسانية وأمنية خطيرة قد تمتد إلى دول الجوار، بما في ذلك الحدود الجنوبية لمصر.
وتواصل الجهود الإقليمية، وفي مقدمتها الوساطة المصرية، مساعيها لاحتواء الصراع وتهيئة الأجواء لاستئناف الحوار بين الأطراف السودانية، في محاولة للحفاظ على وحدة البلاد واستقرارها، ومنع انزلاقها إلى مرحلة جديدة من الانقسام وعدم الاستقرار.
Share this content:






