ردود فعل إسرائيلية تكشف قلقًا من استعادة مصر لدورها الإقليمي
كشفت تعليقات متداولة في المجتمع الإسرائيلي، حول فكرة خفض التنسيق الأمني مع مصر وطرح إنشاء قوة عربية مشتركة، عن حالة من القلق البالغ من عودة القاهرة لدورها القيادي في المنطقة.
أظهرت العينة التي جرى رصدها أن قطاعات واسعة من الإسرائيليين ترى في أي تحرك مصري تهديدًا مباشرًا لمعادلة الردع، محذرين من أن خطوة كهذه قد تعني “إعلان حرب”، وهو ما يعكس إدراكًا واضحًا لثقل الدور المصري إقليميًا.
ورغم هذا القلق، لجأ بعض المعلقين إلى خطاب هجومي مبالغ فيه، من خلال الدعوة لاستهداف السد العالي أو إعادة احتلال سيناء، في محاولة للتغطية على المخاوف الداخلية عبر استعراضات لفظية للقوة.
ولم يخلُ المشهد من أصوات رافضة لاتفاقية السلام المصرية–الإسرائيلية، إذ وصفتها بعض التعليقات بأنها “غلطة تاريخية”، ما يشي بأن السلام لم يعد محل إجماع داخل المجتمع الإسرائيلي، خاصة في ظل التحولات الأخيرة.
في المقابل، برزت حالة انقسام داخلي حاد، حيث وُجّهت انتقادات واسعة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وصلت لاتهامه بالتسبب في عزلة إسرائيل وتراجع مكانتها الدولية، بما يضعف الموقف الإسرائيلي في مواجهة أي تحديات خارجية.
كما استُخدمت أزمة سد النهضة كأداة ضغط، حيث دعت بعض الأصوات إلى دعم إثيوبيا في مواجهة مصر، وهو ما يعكس إدراكًا بأن الأمن المائي يمثل نقطة حساسة واستراتيجية في معادلة القوة المصرية.
خلاصة المشهد
توضح هذه الردود أن إسرائيل تنظر بقلق بالغ إلى أي تحرك مصري–عربي مشترك، وترى فيه تهديدًا استراتيجيًا يتجاوز البعد العسكري إلى الأبعاد السياسية والاقتصادية. وفي الوقت نفسه، يكشف الخطاب المتشنج عن حالة من التوتر الداخلي وفقدان الثقة، أكثر مما يعكس تفوقًا حقيقيًا على الأرض.
Share this content: