الحرب الاقتصادية بين أمريكا والصين.. من يملك مفاتيح العالم؟
العالم يعيش اليوم حربًا من نوع جديد، بلا جيوش أو صواريخ، أسلحتها التجارة والتكنولوجيا والمعادن النادرة. ما يجري بين واشنطن وبكين لن تتوقف آثاره عند حدود الدولتين، بل سيدفع ثمنه العالم كله.
بدأت الأزمة عندما فرضت إدارة ترامب رسومًا جمركية ضخمة على السلع الصينية وصلت إلى أكثر من 200%، فردت الصين بإجراءات مضادة. وبعد فترة من الهدوء النسبي، فجّرت بكين الموقف مجددًا بتشديد القيود على تصدير المعادن النادرة التي تُعد أساس الصناعات التكنولوجية والعسكرية.
الصين تمتلك أكثر من 60% من احتياطي العالم و90% من عمليات التكرير، ما جعل قرارها يشبه قنبلة اقتصادية أصابت المصانع في أوروبا وأمريكا بالشلل.
رد ترامب بزيادة الرسوم إلى 130% على الواردات الصينية، بينما أوقفت بكين استيراد فول الصويا الأمريكي، مما تسبب في خسائر فادحة للمزارعين الذين يمثلون قاعدة ترامب الانتخابية.
المنظمات الدولية حذّرت من أن هذه الحرب قد تُخفض نمو الاقتصاد العالمي وتؤدي إلى خسائر تتجاوز 7% من الناتج الإجمالي العالمي.
وفي المقابل، تعمل الصين وروسيا عبر تحالف “البريكس” على نظام دفع جديد باسم BRICS Pay لتقليل هيمنة الدولار، وهو ما دفع دولًا عدة وبنوكًا مركزية إلى زيادة احتياطياتها من الذهب.
الحرب لم تعد تجارية فقط، بل تحولت إلى صراع على قيادة النظام المالي العالمي، ومن يملك الموارد والمعادن والتكنولوجيا اليوم، سيملك غدًا مفاتيح القوة والاقتصاد في العالم.
Share this content: