منظمة الصحة العالمية تعقد مؤتمراً إقليمياً في القاهرة لمكافحة سرطان الثدي تحت شعار “نداء القاهرة للعمل”
تنظّم منظمة الصحة العالمية، من خلال التحالف الإقليمي للأمراض غير السارية لشرق المتوسط، وبالشراكة مع وزارة الصحة والسكان المصرية، مؤتمراً صحفياً بعنوان “نداء القاهرة للعمل بشأن سرطان الثدي”، وذلك على هامش الاجتماع الـ72 للجنة الإقليمية لشرق المتوسط.
وتهدف المنظمة من خلال المؤتمر إلى تعزيز تطبيق المبادرة العالمية لمنظمة الصحة العالمية لمكافحة سرطان الثدي (GBCI) عبر نهج يركز على المريض في إقليم شرق المتوسط، موضحةً أن أكثر من 130 ألف امرأة تُصاب سنوياً بسرطان الثدي في الإقليم، ما يؤدي إلى 52 ألف حالة وفاة.
وتشير منظمة الصحة العالمية إلى أن سرطان الثدي لا يزال أكثر أنواع السرطان شيوعاً بين النساء على مستوى العالم، وفي عام 2022 وحده تم تشخيص نحو 2.3 مليون امرأة بالمرض عالمياً، تُوفيت منهن 670 ألف امرأة، مما يبرز الحاجة المُلحّة إلى تعزيز الكشف المبكر والتشخيص والعلاج المنصف.
وتوضح المنظمة أن خطر الإصابة بالمرض يختلف باختلاف مستوى التنمية؛ ففي البلدان ذات مؤشر التنمية البشرية المرتفع تُصاب امرأة من كل 12، بينما في البلدان ذات المؤشر المنخفض لا تُشخَّص سوى حالة واحدة من كل 27 امرأة، في حين ترتفع نسب الوفيات بشكل ملحوظ، ما يعكس الفجوة في إمكانيات الأنظمة الصحية والوصول إلى الرعاية.
وتُبرز المنظمة أن هذه التفاوتات تتجاوز الجانب الصحي لتترك آثاراً اجتماعية واقتصادية ممتدة، إذ فقد أكثر من مليون طفل أمهاتهم بسبب السرطان في عام 2020، وكان ربع هذه الحالات مرتبطاً بسرطان الثدي.
وتوضح البيانات أن العبء في إقليم شرق المتوسط يتفاقم بسبب الفقر وضعف البنية التحتية الصحية وقلة الوعي، مما يؤدي إلى تأخر التشخيص وانخفاض نسب النجاة. فعلى سبيل المثال، سجل الأردن 60 حالة إصابة لكل 100 ألف امرأة بمعدل وفيات 19.3، بينما سجلت مصر 55.4 إصابة و19.8 وفاة لكل 100 ألف امرأة.
ويتوقع تقرير منظمة الصحة العالمية لعام 2024 أن تصل الخسائر الاقتصادية الناتجة عن سرطان الثدي إلى 408 مليارات دولار بحلول عام 2050، مؤكداً أن الاستثمار في التشخيص المبكر والعلاج الشامل يحقق عائداً اقتصادياً يتراوح بين 6.4 و7.8 دولار عن كل دولار يُستثمر في هذا المجال.
وتحقّق مصر تقدماً ملموساً من خلال المبادرة الرئاسية لصحة المرأة التي أُطلقت عام 2019، والمتوائمة مع مبادرة منظمة الصحة العالمية، وتركز على التوعية المجتمعية والفحص الدوري والإحالة السريعة للعلاج، ما يجعلها نموذجاً يمكن تطبيقه في دول أخرى منخفضة ومتوسطة الدخل.
ويؤكد الدكتور خالد عبد الغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الصحة والسكان، أن “نداء القاهرة للعمل” يجسد التزام مصر بالنهوض برعاية مريضات سرطان الثدي من خلال الإنصاف والابتكار والمشاركة المجتمعية، داعياً دول الإقليم إلى الانضمام إلى الجهود لضمان عدم تخلّف أي امرأة عن الرعاية.
وتستضيف المبادرة الرئاسية المصرية في يناير 2025 حواراً رفيع المستوى حول الإنصاف والابتكار في رعاية مريضات سرطان الثدي، ضمّ صُنّاع السياسات والخبراء، وأسفر عن إطلاق نداء القاهرة للعمل الذي حدد مجموعة من الالتزامات لتسريع التقدم وتحقيق العدالة الصحية.
وتوضح الدكتورة حنان حسن بلخي، المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، أن نجاح نداء القاهرة يعتمد على الوحدة والشراكة، مؤكدة أن “العمل الجماعي بين الحكومات والمجتمع المدني والمؤسسات العالمية قادر على إحداث تحول حقيقي في نتائج سرطان الثدي”.
ويحدد الإطار العملي الصادر عن المؤتمر أولويات العمل للحكومات والشركاء، وتشمل رفع الوعي بحملات تراعي الثقافة المحلية، وتقوية الرعاية الأولية، والاستثمار في التشخيص والعلاج، وتوفير الدعم النفسي والاجتماعي، إلى جانب تعزيز نظم البيانات وإنشاء منصات إقليمية للتعاون.
وتجدد منظمة الصحة العالمية وشركاؤها التزامهم بدعم الدول الأعضاء في تنفيذ نداء القاهرة للعمل، والمضي قدماً نحو مرحلة جديدة من التضامن والتعاون الإقليمي من أجل صحة وعافية النساء في جميع أنحاء الإقليم.
Share this content: