الجيش السوداني يعلن التعبئة العامة ويحقق تقدّمًا ميدانيًا.. ومعركة حاسمة تقترب في بابنوسة

كثّف الجيش السوداني عملياته العسكرية خلال الساعات الماضية بعد إعلان رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، فتح باب التعبئة العامة لمشاركة كل القادرين على حمل السلاح في القتال ضد قوات الدعم السريع، في خطوة وُصفت بأنها الأكبر في تاريخ البلاد تمهيدًا لمعركة التحرير الشاملة.

وعقب الإعلان بساعات، شنّ الجيش السوداني هجومًا واسعًا على عدة محاور في ولاية شمال كردفان، وتمكّن من استعادة السيطرة على منطقة كازقيل الاستراتيجية جنوب مدينة الأبيض، والتي تمثل نقطة محورية لخطوط إمداد الدعم السريع بين شمال وجنوب كردفان. كما نجحت القوات في تحرير أم دم حاج أحمد وعدد من المواقع المجاورة، في تقدم ميداني يعزز خطوط الجيش ويمهد لتوسّع العمليات الدفاعية والهجومية خلال الفترة المقبلة.

وتشير التقديرات العسكرية إلى أنّ السيطرة على محور كازقيل – الدبيبات تمثّل خطوة فارقة من شأنها عزل قوات الدعم السريع وقطع خطوط إمدادها بالكامل في غرب وشمال كردفان.

في المقابل، أكدت مصادر ميدانية أن قوات الدعم السريع تستعد لهجوم واسع تقوده محمد حمدان دقلو “حميدتي” شخصيًا بهدف السيطرة على مدينة بابنوسة التي تضم مقر الفرقة 22 مشاة وتُعد آخر قاعدة رئيسية للجيش في غرب كردفان. ووفقًا للمعلومات، تشهد المدينة اشتباكات عنيفة وحصارًا خانقًا أدى إلى نزوح أكثر من 180 ألف مدني خلال الأسابيع الأخيرة، وسط تقارير عن اعتقالات واستهداف للمدنيين وقنص في محيط المدينة.

وتحذر مصادر عسكرية من أنّ سقوط بابنوسة — حال حدوثه — سيُشكل تحولًا خطيرًا في خريطة السيطرة الميدانية وقد يفتح الطريق أمام تقسيم السودان، فيما يضغط الجيش من جانبه لإرسال تعزيزات وإمدادات عاجلة لمنع انهيار القوات داخل المدينة.