هآرتس تكشف عن مشروع امريكي لإعادة تشكيل قطاع غزة يثير خلافات داخل اسرائيل ومصر تجدد رفضها لأي ترتيبات تمس وحدة القطاع

نشرت صحيفة هآرتس تقريرا جديدا حول خطة امريكية يجري الترتيب لها خلال الفترة الحالية لإعادة تنظيم الوضع داخل قطاع غزة بعد انتهاء العمليات العسكرية، وذلك من خلال مشروع يحمل اسم غزة الجديدة يعتمد على إعادة اعمار مناطق شرقية من القطاع عبر شركات دولية، على ان يتم انسحاب قوات الجيش الاسرائيلي تدريجيا من المناطق التي تكتمل فيها اعمال الاعمار.

وبحسب الصحيفة، تقوم الخطة على تقسيم القطاع من الناحية الادارية إلى منطقتين، الاولى في الشرق وتشمل المناطق التي يتم اعمارها وتخضع لإدارة قوة حفظ دولية، والثانية في الغرب حيث يقيم السكان الفلسطينيون وتبقى خاضعة لسيطرة حركة حماس. واشار التقرير إلى ان هذه الصيغة تثير جدلا واسعا داخل اسرائيل نظرا لما تحمله من تغييرات جوهرية في شكل السيطرة على القطاع.

واوضحت هآرتس ان هناك حالة من الغضب داخل المؤسسة الامنية الاسرائيلية بسبب اتخاذ المستوى السياسي في تل ابيب قرارات متعلقة بمستقبل غزة دون تنسيق مع الجيش او جهاز الشاباك، في الوقت الذي تتوقع فيه الولايات المتحدة ان يقتصر دور الجيش الاسرائيلي في الجزء الغربي من القطاع على الجوانب الانسانية فقط، وهو الامر الذي تعتبره الاجهزة الامنية غير قابل للتنفيذ في ظل استمرار التهديدات على الارض.

وتطرق التقرير إلى الموقف المصري، حيث اكد ان القاهرة ترفض تماما اي ترتيبات قد تؤدي بشكل مباشر او غير مباشر إلى فصل القطاع او تغييره اداريا، وتدفع بدلا من ذلك نحو اسناد الادارة إلى السلطة الفلسطينية او حركة فتح باعتبارها الجهة الشرعية. واشارت الصحيفة إلى ان المستوى السياسي الاسرائيلي يتحفظ على هذا الطرح، بينما ترى بعض الاجهزة الامنية في اسرائيل انه قد يكون الخيار الانسب اذا اتجهت الحكومة للتخلي عن الادارة المباشرة للقطاع.

وذكرت هآرتس ان تل ابيب تشهد في الفترة الحالية حالة من التباين الواضح بين توجهات المستوى السياسي ورؤية المؤسسة الامنية حول مستقبل القطاع، مؤكدة ان هناك مخاوف داخل الاجهزة الامنية من ان تكون هناك تفاهمات سياسية تمت الموافقة عليها دون الرجوع للقيادة العسكرية، وهو ما يزيد من حالة الغموض المرتبطة بمرحلة ما بعد الحرب.